الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في موْكبٍ مَهيب : تشييع جثمان جريح الثورة محمّد الحنشي إلى مثواه الأخير

نشر في  27 فيفري 2016  (21:18)

في موكبِ عزاءٍ خاشعٍ ومَهيب، شيّع بعد عصرِ السبت جموعٌ من أهالي منطقة برج السدريّة جثمان الفقيد محمّد الحنشي، جريح الثورة الذي وافاهُ الأجل المحتوم في مقرّ إقامته العلاجيَّة ببن عروس أينَ تنأَ هناك قرابة الشهر لتلقّي العلاج.

الجنازةٌ التي إنطلقت من منزل الراحل نحوَ المقبرة لمواراته الثرى، سايرهَا عددٌ من أهلهِ وأحبّته بعدَ أن ألقوا عليه نظرة الوداع في أجواءٍ خيّمت عليها مظاهر اللوعة والأسى، وسطَ غيابٍ تامٍّ لأجهزة الدولة وممثّليها؛ الشيء الذي دفع أقارب المتوفّى إلى إبداءِ إستنكارهم البالغ لما وصفوهُ بالتجاهل المتعمّد، على حدّ تعبيرهم.

هذا وقد رصد مراسل "الجمهورية" أثناءَ مراسم الدفن حضور أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد الذي رثى المرحوم محمّد الحنشي، مذكّرًا بمعاناتهِ الشديدة مع المرض الذي رزحَ تحت وطأتهِ زُهاءَ الخمسِ سنوات لم ينل خلالها غيرَ المماطلة والتهميش، بحسْبِ قوْله.

وفي ذات الصدد، إتّصلت بنا رئيسة الهيئة العامّة لشهداء وجرحى الثورة والعمليات الإرهابية، ماجدولين الشارني على إثر نبأ وفاة الحنشي، لتجدّد تأكيدها على أنّ المرض الذي أدّى إلى وفاة الجريح ناجمٌ عن التدخين وليس لهُ علاقة سببيّة بالرصاصة التي إخترقت جسدهُ خلال الحراك الثوري سنة 2011، بناءً على تقريرٍ طبّي إطّلعت على فحواه بدقّة، وفقَ إفادتها.

وأعربت ماجدولين الشارني، عن شجبها العميق حيالَ التوظيف الذي طال ملف جرحى الثورة وجعلهِ ذا صبغة ربحيّة للإتّجار به من طرف مجموعة من الأشخاص الذين سيفضحُ التاريخ حقيقتهم عاجلًا أم آجلًا، مشيرةً إلى أنّها لن تتوانى البتّة في أداءَ واجبهَا على أكمل وجه رغمَ جسامة المسؤوليّة المناطة بعهدتها، حسَب تصريحها.

وقالت الشارني، إنّ جلسةً عامّة من المزمع إنعقادها تحت قبّة مجلس نوّاب الشعب في القريب العاجل ستُخصّص لبسطِ راهن ملفّ جرحى الثورة والخوض في تفاصيله، وستكون مفتوحةً أمام وسائل الإعلام لحضورهَا مواكبة فعاليّاتها.

وفي جانبٍ آخر، أفادنا مصدرٌ مسؤول أنّه من المنتظر أن يتمّ صرف التعويض المالي لفائدة أسرة جريح الثورة المرحوم محمّد الحنشي خلال الآونة القريبة القادمة، والمقدّر بما يفوق 100 ألف دينار؛ بمقتضى حُكم قضائيّ صادرٍ في شأنهِ.

ماهر العوني